سياسة تونسية

الغنوشي: البلاد غرقت في الديون وتواجه اشكالية في تسديدها

اعتبر رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي اليوم السبت 5 جوان 2021 ،خلال الندوة الإقتصادية لحركة النهضة في إطار إحياء الذكرى الأربعين لتأسيسها تحت عنوان “الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية: الواقع والرهانات وسبل تجاوز الأزمة”، أنّ المعارك في تونس مدنيّة وأنه مطلوب التخفيف من الصراعات، مؤكدا على أهميّة توحيد صوت تونس في التعامل مع العالم.

وأشار راشد الغنوشي في ذات السياق، إلى أنّ البلاد غرقت في الديون وأنها تواجه اشكالية في تسديدها ، مبرزا أن هذه مسؤولية الجميع.

وقال الغنوشي: “كل ما أنجز اليوم مُهدد بما لم ينجز وهو موعودات وانتظارات الناس من الثورة ومن الحكومات التي جاءت منذ الثورة ولم يتحقق من الانتظارات العالية شيء كبير”.

وأضاف رئيس مجلس النواب “لذلك لا غرابة في أنّنا نعيش اليوم أزمة اقتصادية واجتماعية من مظاهرها اننا ننتج أقل مما نستهلك أو نستهلك أكثر مما ننتج ومعنى ذلك أننا غرقنا في الديون وبعد ذلك اشكالية دفع ديون ولا شك في أنّ هذه مسؤولية الجميع.. 10 سنوات من الثورة ونحن نستهلك اكثر مما ننتج وقد آن الأوان لأن نطرح السؤال حول الأزمة الاقتصادية وهو سؤال نظري يتعلق بالمنوال الاقتصادي…هل هي مسألة نظرية ام هي مسألة تتعلق بالممارسة العملية للحكومات التي جاءت ؟”.

وأفاد الغنوشي أنه ورغم تغير الحكومات منذ قيام الثورة إلا أن النتائج لم تتحسن مما يدل على أنّه ينبغي التعمّق أكثر في المعضلة حتى نتناولها ونتخذ ما يلزم من السياسات ومن القرارا، مضيفا ” آن الأوان لنخبة التونسيين المسؤولين في كل القطاعات وفي السلطة وفي المعارضة ليأخذوا المشكل الاقتصادي مأخذ الجد وأن نتخذ القرارات الملائمة”.

وأقر راشد الغنوشي أن مجلس نواب الشعب إتخذ جملة من السياسات خلال هذه السنة والسنة التي سبقتها حول الموضوع الاقتصادي وحول الاقتصاد الاجتماعي او الاقتصاد التضامني وحول الاستثمار التضامني او التمويل التضامني أو التشاركي..واخرها مسألة تشغيل من طالت بطالتهم بحيث أن بلادنا تحتاج حتى تحافظ على مكاسب الثورة والحرية والديمقراطية إلى ايلاء أهمية كبرى للموضوع الاقتصادي والاجتماعي ولتحليله بكل موضوعية لنقف على الاخلال ومعرفة هل هو في النظريات ام في الممارسات ؟ .

وقال الغنوشي “مازالت ارصدة هذه البلاد قائمة ولها موقع متميز وينبغي لها العمل على حسن الاستفادة منه وتوظيفه…هذه البلاد انجزت ثورة مهمة ورفعت مكانتها في العالم ولا يزال لهذه الثورة ولهذا النظام انصار في اوروبا وفي الاقليم وفي العالم العربي وليس على التونسيين الا ان يحزموا امرهم وان يتكلموا مثلما ذكر لي احد الاخوة ..ان يتكلموا مع العالم بصوت واحد وهذا خلل اخر…اصبح هناك نوع من الضباب حول صوت تونس ومطلوب توحيد صوت تونس للتعامل مع العالم”.

وتابع ” تونس نجحت في انجاز ثورة سلمية وفي المحافظة عليها وفي تحقيق حريات التعبير والانتخاب وتكاد تكون الدولة الوحيدة في المنطقة العربية التي تتغير فيها الحكومات برفع الاصابع وليس برفع الاسلحة وصحيح ان عامل عدم وجود استقرار محبط وان النمو الاقتصادي يحتاج لاستقرار وهذا لم يتحقق ولكن تحققت ديمقراطية لان كل هذه الحكومات تغيرت بإرادة شعبية وهذا أمر مهم … لا نستكثر على ثورتنا 10 سنوات و10 سنوات في تاريخ الثورات ليست مدة طويلة”.

وأضاف رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس حركة النهضة “حافظنا خلال الـ10 سنوات على الثورة وقمنا بدستور واصبحت معاركنا كلها معارك مدنية …لست لدينا معارك عسكرية في البلاد وتمكنت البلاد من مقاومة الارهاب وهذا كان عامل اخلال او تدمير للاقتصاد التونسي وتمكنت الدولة من مغالبة الارهاب واصبح الصراع الوحيد هو صراع مدني ومطلوب التخفيف من الصراعات وان نهدئ الأوضاع لأنّ اي نمو اقتصادي يحتاج الى قدر من الاستقرار ولكن هذا البلد نجح في صناعة ثورة متميزة ونجح بذكائه في ان يحافظ عليها وهو قادر على ان يحولها الى نمو اقتصادي واجتماعي وتشغيل وحياة معاصرة حرة ومتقدمة”.

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى