أخبار تونس

منظمات حقوقية تدين حملات الاعتقال بحق المثليين والمؤثرين في تونس

نقاط رئيسية:

  • منظمات حقوقية تدين اعتقال ما لا يقل عن 14 شخصًا من مجتمع الميم في تونس.

  • جمعية “دمج” تؤكد تعرض المعتقلين لمعاملة مهينة وفحوصات جسدية تدخلية.

  • ستة من المعتقلين صدرت بحقهم أحكام بالسجن من عام إلى عامين.

  • ارتفاع كبير في الاعتقالات منذ استيلاء قيس سعيّد على السلطة عام 2021.

  • أكثر من 80 حالة اعتقال بين سبتمبر 2024 ويناير 2025 بموجب قوانين الأخلاق.

  • أحكام سجن قاسية ضد مؤثرين ومنشئي محتوى بسبب محتوى يعتبر “مخلًا بالآداب”.

  • انتشار خطابات الكراهية بحق المثليين على وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي.

ما هي تفاصيل اعتقال أفراد من مجتمع الميم في تونس؟

أدانت منظمات حقوق الإنسان، على رأسها جمعية “دمج” للعدالة والمساواة، حملات الاعتقال الأخيرة التي طالت أفرادًا من مجتمع الميم في تونس. وأكدت الجمعية أنه تم اعتقال ما لا يقل عن 14 شخصًا خلال الأسبوع الماضي، تسعة منهم في العاصمة تونس وخمسة في جزيرة جربة جنوب البلاد.

وأوضحت الجمعية أن بعض هؤلاء الأشخاص تعرضوا لتفتيش هواتفهم وأجسادهم، شمل أحيانًا فحوصات شرجية تدخلية، اعتبرتها انتهاكًا صارخًا للكرامة الإنسانية.

وأشار سيف عيادي، مسؤول البرامج في “دمج”، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إلى أن الجمعية “تدين هذه الممارسات القمعية بحق الهويات الجندرية والتوجهات الجنسية”. وأضاف: “نُجبر على البقاء في منازلنا، داخل فضاءاتنا الخاصة، دون إظهار هويتنا”.

كيف تطورت حملة القمع ضد المثليين في تونس خلال الفترة الأخيرة؟

خلال العام الماضي، شهدت تونس تصاعدًا كبيرًا في حملات القمع ضد أفراد مجتمع الميم. ووفقًا لجمعية “دمج”، تم اعتقال أكثر من 80 شخصًا بين سبتمبر 2024 ونهاية يناير 2025، بموجب المادة 230 من القانون الجنائي، التي تُجرّم العلاقات المثلية وتفرض عقوبة تصل إلى ثلاث سنوات سجنًا.

كما تم استخدام مواد قانونية أخرى تُعنى بـ”الآداب العامة” و”الإساءة للقيم الأخلاقية” لتوسيع نطاق الملاحقات.

من هم المؤثرون الذين تم سجنهم ولماذا؟

في خريف عام 2024، أصدرت وزارة العدل بيانًا أعلنت فيه ملاحقات قضائية ضد من “ينتجون أو ينشرون محتوى مرئيًا أو مكتوبًا يُعتبر مسيئًا للقيم الأخلاقية”، وهو ما أدى إلى صدور أحكام بالسجن ضد ما لا يقل عن عشرة مؤثرين، بعضهم مقيم خارج البلاد.

من بين هؤلاء:

  • ليدي سمارة، وهي مؤثرة على إنستغرام، عُرفت بأسلوبها الهجومي وانتقاداتها الحادة لشركات الإعلانات، وقد تم توقيفها بتهمة “السباب”.

  • شموخ، شابة في الرابعة والعشرين من عمرها، يتابعها أكثر من 200 ألف شخص على تيك توك، وقد تم سجنها بسبب حديثها العلني عن الجنس خلال البث المباشر.

  • خُبيب، صانع محتوى غير مطابق للنوع الاجتماعي، وُجهت له تهم بسبب تحديه للمعايير الجندرية وظهوره بالمكياج.

هل يتم استهداف آخرين أيضًا بموجب قوانين الأخلاق؟

تُستخدم قوانين الأخلاق في تونس ليس فقط ضد أفراد مجتمع الميم، بل أيضًا ضد:

  • الأزواج الذين يقبلون بعضهم في الأماكن العامة.

  • الأشخاص الذين يأكلون أو يدخنون علنًا خلال رمضان.

  • المحتوى الديني أو “غير اللائق” عبر الإنترنت.

ما علاقة الرئيس قيس سعيّد بتزايد حملات القمع؟

منذ سيطرة الرئيس قيس سعيّد على السلطة في 25 يوليو 2021، وتعليقه لعمل البرلمان، بدأت تونس تشهد تراجعًا ملحوظًا في المكاسب الديمقراطية التي تحققت بعد الثورة.

وتؤكد منظمات حقوقية أن وتيرة الاعتقالات وأحكام السجن المشددة بحق الناشطين وأفراد مجتمع الميم قد تصاعدت بشكل كبير منذ ذلك التاريخ، في ظل استخدام قوانين الفضيلة كأداة للرقابة والسيطرة.

هل ستتواصل حملات التضييق في تونس؟

وسط تزايد الأصوات الحقوقية المنددة داخليًا وخارجيًا، يبقى مستقبل الحريات الفردية في تونس مجهولًا، مع استمرار الدولة في استغلال القانون الجنائي لقمع التعبير الحر والهوية الجندرية، في غياب إصلاحات قانونية تحمي الفئات المستضعفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى