مقالات

عبد اللطيف دربالة يكتب: رئيس شعبوي، يخوض صراعات لا تنتهي مع طواحين الهواء.. وآخر همّه المصالح الحقيقية للتونسيّين..!!

رئيس جمهورية مهتزّ ذهب للداخليّة لينقد رئيس حكومة مهتزّ في غيابه.. ويشكوه للأمنيّين..!!!

رئيس الجمهورية قيس سعيد يزور كعادته وزارة الداخلية الخارجة عن اختصاصه بأكثر ممّا زار وزارة الدفاع الداخلة في اختصاصه..
ويسمح لنفسه.. وهو المتفرّج في مأساة كورونا بتونس.. بأن ينقد ككلّ المواطنين فشل حكومة هشام المشيشي في إدارة ومواجهة أزمة كورونا.. متناسيا بأنّه وفي المقابل وخلافا لكلّ المواطنين فهو أصلا أحد رؤوس السلطة في تونس.. وبيده صلاحيات وسلطات وأدوات ووسائل لمجابهة الحالة الوبائية.. لكنّه لم يفعل بدوره..  وانشغل فقط.. وبهوس.. بالبحث في الدساتير والجرائد والأوراق والأفكار القديمة عن فرص جديدة للاستحواذ على المزيد من السلطات الفرديّة..!!

الأكثر من ذلك أنّ رئيس الجمهورية طعن علنا في صحّة وقانونيّة قرار حظر التجوّل.. بمقرّ وزارة الداخلية أمام القيادات الأمنيّة.. وأمام الكاميرا.. بما يشجّع المواطنين على خرق حظر التجوّل.. ويشجّع الأمنيّين على عدم تطبيقه..!!!

قيس سعيّد غارق في الشعبوية كعادته.. ويتاجر بمأساة الناس والبلاد..  ويتحدّث عن القرارات السياسيّة ومخالفة قرارات اللجنة العلمية.. وعن اتخاذ قرارات والتراجع فيها.. والحال أنّه هو يعرف.. وكل التونسيّين يتذكّرون بأنّه دعا علنا يوم عيد الشهداء 9 أفريل 2021 صبيحة يوم سفره لزيارة مصر.. دعا رئيس الحكومة هشام المشيسي إلى التراجع عن قرار الحجر الصحي الشامل بأسبوع واحد.. وعندما أجابه المشيشي أمام الكاميرا أنّها توصيات اللجنة العلمية.. أجابه بأنّه يجب تجاوز قرار اللجنة العلمية بالتقدير السياسي والاجتماعي للموضوع.. معتبرا قرار الحجر يضرّ بالقوانين..  ممّا دفع المشيشي للتراجع في القرار..!!
واليوم يقول قيس سعيّد النقيض تماما.. لمجرّد معارضة ومهاجمة الحكومة ورئيسها.. وتسجيل النقاط السياسويّة..!!

الرئيس سعيّد يعتبر كعادته ما معناه أنّ القرار السياسي في مجابهة الحالة الوبائية للحكومة محكوم بتأثير اللوبيات والجهات المتنفّذة.. وهو أمر صحيح في جزء من الموضوع.. لكنّ الرئيس كان شريكا فيه باعتباره هو بنفسه لم يتخذ أيّ قرار يحمي الشعب.. وباعتبار أنّ عديد الوزراء وأعضاء اللجنة العلمية يتذكّرون ويعلمون تمام العلم أنّه في مناسبة سابقة وفي اجتماع بقصر قرطاج وتحت إشراف رئيس الجمهورية اقترح أعضاء اللجنة العلمية حجرا صحيا شاملا.. وكاد أن يقع اتخاذ القرار.. ولكن بعض الوزراء عارضوا القرار لاعتبارات اقتصادية واجتماعية.. لكونه سيضرّ بقدرات وإمكانيات فئات كبيرة من المواطنين والدولة عاجزة عن مساعدتهم.. فوافق رئيس الجمهورية قيس سعيّد بدوره.. تماما كرئيس الحكومة هشام المشيشي.. على العدول عن الحجر الشامل..!!
فهل هو أيضا خاضع للوبيات الفاسدة أو متأثّر بها..؟؟!!!

رئيس شعبوي.. يخوض صراعات لا تنتهي مع طواحين الهواء.. ويقود حملة انتخابات مبكّرة لا تتوقّف لسنة 2024.. وآخر همّه المصالح الحقيقية للتونسيّين..!!

 

المصدر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى